* كيف كانت تسمى منطقة عين مديونة أو صنهاجة الشمس خلال القرن السادس عشر للميلاد ؟ :

كانت تلقب هذه المنطقة باسم جبلها المشهور جبل لوكاي أو جبل الكاي حسب التسمية الحالية. هو جبل صعب المسالك شديدة الارتفاع, سكانه كانوا أثرياء جدا خلال القرن السادس عشر لأنهم كانوا ينتجون كثير من العنب الذي يصنع منه الزبيب و التين و اللوز و الزيتون و السفرجل و الليمون. و حيث إن هذا الجبل يقع على بعد خمسة و ثلاثين ميلا من فاس, فإن أهل صنهاجة الشمس كانوا يبيعون جميع فواكههم في مدينة فاس.
وكان ملك فاس يسمح لهم بالتجارة في المدينة بكل حرية بفضل الربح الوفير الذي يقديمه هذا الجبل لمدينة فاس, مع العلم أن آهل هذا الجبل لم يكونوا يعترفون بسلطة الملك أنداك. و إن أساء أحد إليهم و مر أحد أقربائه بجبلهم منعوه من الرجوع الى بيته ما لم يقع التكفير عن تلك الإساءة .
كان يوجد في جبل لوكاي أو صنهاجة الشمس أعيان و فرسان متكبرون الى أقصى حد, بحيث لم يقبلوا قط أداء أية إتاوة (خراج الارض) , و لو كان هذا الجبل يعترف بسلطة ملك فاس أنداك , لأمكنه أن يجبي منه ألف مثقال لكل قرية , لأنهم يضم عدد كبير من القرى كلها غنية, فالطبيعة و الجبل يحميانهم حماية تامة , و كانوا يقبلون جميع المنفيين الذين يأتون من فاس وهذا ما يفسر تعدد الاصول في صنهاجة مصباح عموما و عين مديونة خاصة, و كانوا يرحبون بهم, بل و يعفى المنفي عندهم من النفقات ما دام مقيما بين أظهرهم. و كان سكان صنهاجة مصباح لا يقبلون المنفيين من الزناة , لأن هؤلاء القوم غيورون لا يرغبون في وجودهم بينهم نظرا لسوء أخلاق الزناة.











المصدر: كتاب وصف إفريقيا, للحسن بن محمد الوزان
تعليق: أحمد الصيد